تسيطر حالة من القلق والخوف الشديدين على قيادات وزارة الصحة خشية تطور مرض (إنفلونزا الخنازير) إلى حالة وبائية بعد انطلاق الموسم الدراسي الجديد (المحدد له الثالث من أكتوبر) بعد أن اكتشف الدكتور / حاتم الجبلي - وزير الصحة - عدم كفاية الإمكانيات الطبية بالمستشفيات المصرية لمواجهة المرض في حالة تحوله إلى وباء ، وأن عدد أسرة العناية المركزة لا تكاد تكفى حاليا الحالات المرضية العادية .
من جانبه ، أبلغ الجبالي الرئيس / حسني مبارك والأجهزة السيادية بحقيقة الموقف ، وأشار إلى أن إمكانيات الوزارة لن تستطيع مواجهة المرض في حال تفشيه ، وأوصى بإغلاق المدارس إلى أجل غير مسمى ، والتحول إلى نظام التعليم عن بعد عن طريق القنوات التليفزيونية لحين استقرار الأوضاع .
وتتفاقم المخاوف ؛ خصوصا من انتشار المرض بشكل وبائي مع عودة حجاج بيت الله الحرام وإمكانية نشرهم عدوى المرض داخل مصر بشكل يصعب السيطرة عليه ..
وقد اقترح إلغاء الحج للمصريين هذا العام لدرء خطر المرض .
وقال الدكتور / رضا أبو سريع - مساعد وزير التربية والتعليم - في تصريحات أمس : "إن استصدار قرار جديد بتأجيل الدراسة مرة أخرى أمر وارد ، لكنه مشروط بالمعايير التي وضعتها وزارة الصحة .. ومن بينها سرعة تفشي مرض الخنازير بصورة وبائية " .
وأكد : إن " قرار إرجاء الدراسة حتى الثالث من أكتوبر القادم لن يؤثر على مواعيد الامتحانات التي حددها (المجلس الأعلى للتعليم قبل الجامعي) ، كما أنه لن يتم اختزال المناهج في حال تأجيل الدراسة " .
وصرح أبو سريع بـ : أن " الفصل الدراسي الأول سيبدأ في الثالث من أكتوبر لينتهي في موعده المقرر في يوم الرابع من فبراير ، مشيرًا إلى أنه تم تقليص مدة الدراسة أسبوعًا لتبلغ فترة الدراسة ٣٣ أسبوعًا للتعليم العام بدلاً من ٣٤ أسبوعًا ، وتبلغ ٣٥ أسبوعًا بدلاً من ٣٦ أسبوعًا بالنسبة للتعليم الفني " .
هذا ، وقد التقى مجموعة من أصحاب المدارس والجامعات الخاصة الأعضاء بـ (الحزب الوطني) بجمال مبارك - أمين السياسات بالحزب - حيث عبروا له عن قلقهم من احتمال تأجيل الدراسة هذا العام في ظل المخاوف من انتشار إنفلونزا الخنازير ..
وقالوا : إن ذلك سيكبدهم خسائر بالملايين ، وقد يتسبب هذا في الاستغناء عن 70% من العاملين لديهم لأنهم – وعلى حد قولهم - " لن يدفعوا رواتب الموظفين من جيوبهم " .
وخلال اللقاء - الذي جرى منذ أيام - طلب جمال مبارك منهم عدم الانزعاج ، ووعدهم بأن الأمور ستكون بخير ، مؤكدا أن الحزب لا يرضى لهم الخسارة .. لكنه أوضح : " إن الخسارة المالية أهون بكثير من خسارة الأرواح " ..
وبعد هذا اللقاء بيومين اجتمعوا مع الدكتور / يسري الجمل - وزير التربية والتعليم - والذي طمأنهم بدوره بأن الدراسة لن تؤجل هذا العام .
وفي اليوم التالي التقوا بصفوت الشريف - الأمين العام لـ (الحزب الوطني) - وجمال مبارك والدكتور / حاتم الجبلي - وزير الصحة - ..
حيث أكد الدكتور / يسري الجمل أنه لا داعي لتأجيل الدراسة هذا العام لأنه ليست هناك خطط بديلة في حال توقف السنة الدراسية ، وإذا ما قدر وانتشر مرض (إنفلونزا الخنازير) بين التلاميذ فسيكون ما تراه وزارة الصحة من تأجيل العملية التعليمية .
ورد وزير الصحة قائلا : " ياسيادة الوزير .. هناك 17 مليون تلميذ في مصر ، وإذا جاء الخطر لن نستطيع حمايتهم بسرعة ؛ وسوف يكون هناك ضحايا لأن التلاميذ لم تكتمل عندهم المناعة وسيكون من السهل نقل العدوى بينهم " .
وعقب وزير التعليم قائلا : " الوزارة قامت بطباعة لوحات إرشادية تم وضعها في جميع المدارس تعلم التلميذ طرق حماية نفسه من فيروس (إنفلونزا الخنازير) " ..
فرد وزير الصحة : " يامعالي الوزير .. المئات من المصريين قرروا من تلقاء أنفسهم عدم ذهاب أبنائهم للمدارس هذا العام " ..
فقاطعه يسري الجمل بالقول : "هم حرين" .
وهنا تدخل جمال مبارك قائلا لوزير الصحة : " هناك مقترحات من لجنة التعليم بالحزب تفيد أن القنوات التعليمية بالتليفزيون المصري ستؤدي نفس دور المدرسين في هذه الفترة ، لكن وزير التربية والتعليم أكد أن هناك مواد علمية لا تستطيع تلك القنوات توصيلها بالشكل المطلوب للتلاميذ " .
وفي نهاية الجلسة قرر صفوت الشريف وجمال مبارك رفع هذه التقارير والمناقشات التي جرت بخصوصها أمام الرئيس مبارك ليتخذ القرار ..
ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر : إن الرئيس مبارك يرحب بفكرة تأجل السنة الدراسية لمنع انتشار المرض .. لكنه سيؤجل قراره بعد اطلاعه على تقارير طلبها من جهات سيادية تبين له مدى خطورة الموقف
