استقبل مطار القاهرة الدولي أمس 66 معتمراً فلسطينياً وصلوا على متن
طائرة مصر للطيران القادمة من جدة بعد أداء مناسك العمرة. وصرح مسؤول في
أمن المطار بأن كل الإجراءات الخاصة بوصولهم بسهولة انجزت ونقلوا إلى
الباصات التي تقلهم إلى معبر رفح للعودة إلى قطاع غزة.
وأشار مصدر أمني أمس أنه تقرر تشغيل معبر رفح جزئياً 3 أيام بكلا
الاتجاهين بين مصر وقطاع غزة اعتباراً من اليوم أمام تنقل المرضى
والعالقين والحالات الإنسانية. وأضاف: «سيسمح لكل فلسطيني يرغب في التنقل
بين مصر وقطاع غزة بالتنقل طبقاً للضوابط المنظمة لذلك»، مشيراً الى تخصيص
يومي الثلثاء والأربعاء لتنقل الفلسطينيين بين مصر وغزة، والخميس لتنقل
الأجانب من الجنسيات المختلفة بين الجانبين.
وأشار رئيس الفريق الطبي في معبر رفح الدكتور أحمد صالح الى وجود
لجنتين طبيتين تباشران عملهما في المعبر طوال فترة تشغيله، إحداهما متخصصة
في الكشف عن حالات الاشتباه بمرض «اية إتش 1 إن 1» المعروف علمياً
بأنفلونزا الخنازير، والأخرى تضم التخصصات الطبية المختلفة للكشف على كل
الحالات المرضية المحولة من غزة للعلاج في مصر، وتحديد الحالات التي
ستعالج. وأكد وجود 20 سيارة إسعاف مجهزة لنقل الحالات الحرجة بين المرضى
من معبر رفح لأماكن علاجها في القاهرة.
الى ذلك، أوقف جهاز الرقابة التموينية في محافظة شمال سيناء ثلاثة
مهربين لدى محاولتهم إدخال ثلاث شاحنات محملة بالأدوات الكهربائية إلى
مدينة رفح تمهيداً لتهريبها إلى غزة. وقالت مصادر أمنية إن «الموقوفين
يخضعون الى التحقيق لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وجاري حصر كميات
الأدوات الكهربائية المصادرة».
... واكتشاف عشرة انفاق للتهريب
من جهة اخرى (أ ف ب)، اكتشفت قوات الأمن المصرية عشرة انفاق للتهريب
على الحدود بين مصر وقطاع غزة الخاضع لحصار اسرائيلي. وأفاد مسؤول امني
مصري امس انه تم اكتشاف الأنفاق «بعد ان ارشد عنها واحد من اكبر المهربين
الفلسطينيين في المنطقة الحدودية بين مصر والقطاع». وأضاف ان المهرب محمد
الشاعر «اعتقل نهاية الأسبوع الماضي على الجانب المصري من معبر رفح اثناء
عودته الى قطاع غزة»، مشيراً الى انه «كان آتياً من السعودية ويحاول
المرور بوثائق سفر مزورة».
وأكد المسؤول ان «الأنفاق التي عثر عليها كان معظمها في مزارع للخضر
والفاكهة وفي مناطق خالية من السكان، ولم يتم ضبط اي سلع معدة للتهريب».
وتابع ان اجهزة الأمن المصرية تسعى حالياً الى الحصول على مزيد من
المعلومات من الشاعر تساعدها في تفكيك شبكات التهريب داخل الأراضي المصرية.
مصر ترد على انتقادات حقوقية
الى ذلك، ردت القاهرة على انتقادات حقوقية دولية لإطلاق قواتها النار
على من يحاولون التسلل إلى إسرائيل عبر الحدود في سيناء. واعتبر الناطق
باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي إن الانتقادات «يشوبها قدر
من عدم الإلمام بالوقائع والظروف التي تحيط بهذه المسألة».
وأوضح زكي أن «المنطقة الحدودية بين مصر وإسرائيل تتمتع بحساسية خاصة
وتشهد أعمالاً إجرامية متنوعة بينها تهريب السلاح والمخدرات والبضائع
والأشخاص، ولا يتاح للجنود المنتشرين على الحدود توقيف المتسللين للتعرف
على هويتهم وتقدير درجة خطورتهم، بل يتم التعامل معهم من أجل تامين الحدود
وحماية الأمن القومي وسلامة القوات المصرية، فضلاً عن تنفيذ الالتزامات
الدولية في مجالات مكافحة التهريب بكل أنواعه».
وكانت منظمة «العفو الدولية» انتقدت قبل أيام في بيان قتل قوات الأمن
المصرية من يحاولون التسلل إلى إسرائيل، وطالبت السلطات بتجنب قتلهم، كما
انتقدت إعادة إسرائيل من ينجح منهم في الوصول إليها. ودعت إلى «تدريب
الجنود في شكل أفضل وعدم التصريح لهم بالقتل».
ولفت الناطق باسم الخارجية إلى أن «القوات المصرية تطبق إجراءات متدرجة
من أجل تفادي قتل أي من المتسللين، تتمثل في إنذارهم من خلال مكبرات الصوت
أولاً وأكثر من مرة للتراجع ثم إطلاق الرصاص في الهواء، ولا يأتي إطلاق
الرصاص عليهم إلا بعد تجاهلهم وعدم انصياعهم لتحذيرات حرس الحدود». وأضاف
أن «الكثير من تلك الحوادث يقع في ظل ظروف صعبة وفي أوقات ليلية تكون
الرؤية فيها غير واضحة». وأكد أن «حماية الحدود تتم في إطار من احترام
القانون الدولي والالتزامات الدولية، والسلطات المصرية تمارس حقها السيادي
في تأمين حدودها في ضوء ذلك».
